هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مــنتدىًُِ نــهــرًٍُ الًٍُحـــًٍُِب
أهلاً وسهلاً بك يا ♥ ♥ فى منتديات نهر الحب آخر عضو انضم الى اسرتنا هوا ♥ https://shqawaa.yoo7.com/u82 ♥ فمرحباُ به ليكتمل عدد اعضائنا الكرام الى USER 73
عدد المشاركات : 23نشاطى فى المنتدى : 5398التقيم : 5تاريخ التسجيل : 25/03/2010 المزاج : مهيس اخر حاجه مزاجى :
موضوع: من اروع قصائد نزار قبانى الجمعة مارس 26, 2010 10:10 pm
إختاري إني خيرتُكِ فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري.. أو فوقَ دفاترِ أشعاري.. إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ فجُبنٌ ألا تختاري.. لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
إرمي أوراقكِ كاملةً.. وسأرضى عن أيِّ قرارِ.. قولي. إنفعلي. إنفجري لا تقفي مثلَ المسمارِ.. لا يمكنُ أن أبقى أبداً كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ إختاري قدراً بين اثنينِ وما أعنفَها أقداري..
مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ وطويلٌ جداً.. مشواري غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي لا بحرٌ من غيرِ دوارِ.. الحبُّ مواجهةٌ كبرى إبحارٌ ضدَّ التيارِ صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ ورحيلٌ بينَ الأقمارِ.. يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً تتسلى من خلفِ ستارِ.. إني لا أؤمنُ في حبٍّ.. لا يحملُ نزقَ الثوارِ.. لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ لا يضربُ مثلَ الإعصارِ.. آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..
إنّي خيرتك.. فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري أو فوقَ دفاترِ أشعاري لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
تلومني الدنيا
تلومني الدنيا إذا أحببتهُ كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ كأنني أنا التي.. للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ.. كأنني.. أنا التي كالقمرِ الجميلِ في السماءِ.. قد علّقتُه.. تلومُني الدنيا إذا.. سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ.. كأنني أنا الهوى.. وأمُّهُ.. وأختُهُ..
هذا الهوى الذي أتى.. من حيثُ ما انتظرتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ وكلِّ ما سمعتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني فاتحاً يديهِ لي.. رددْتُهُ وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..
هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ.. على ستائري.. أراهُ.. في ثوبي.. وفي عطري.. وفي أساوري أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي.. أراهُ منقوشاً على مشاعري لو أخبروني أنهُ طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ لو أخبروني أنهُ.. سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ لكنتُ قد طردتهُ..